وهي تفعلة من العزاء ، أي : الصبر ، يقال : عزّيته فتعزّى ، أي : صبّرته فتصبّر. والمراد بها طلب التسلّي عن المصاب ، والتصبّر عن الحزن والاكتئاب ، بإسناد الأمر الى الله عزّ وجلّ ونسبته الى عدله وحكمته ، وذكر لقاء وعد الله على الصبر ، مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن مصيبته. وهي مستحبّة إجماعا ، ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا ، والدفن خاتمة أمره لا أمر أهله.
وقد روى إسحاق بن عمار عن الصادق عليهالسلام ، قال : « ليس التعزية إلاّ عند القبر ثم ينصرفون ، لا يحدث في الميت حدث فيسمعون الصوت » (١) ، ويظهر من كلام ابن البراج.
لنا : عموم قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من عزّى مصابا فله مثل أجره » ، رواه العامّة (٢) ورواه الكليني بزيادة : « من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء » عن وهب ، عن الصادق عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما من مؤمن يعزّي أخاه بمصيبته إلاّ كساه الله من حلل الكرامة » (٤) رواه عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده.
وروى الكليني ، عن إسماعيل الجزري ، عن الصادق عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من عزّى حزينا كسي في الموقف حلّة يحبى بها » (٥) وروي : « يحبر بها » (٦) أي : يسر.
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٠٣ ح ١ ، التهذيب ١ : ٤٦٣ ح ١٥١١.
(٢) سنن ابن ماجة ١ : ٥١١ ح ١٦٠٢ ، الجامع الصحيح ٣ : ٣٨٥ ح ١٠٧٣.
(٣) قرب الاسناد : ٢٥ ، الكافي ٣ : ٢٠٥ ح ٢ ، ثواب الأعمال : ٢٣٦.
(٤) سنن ابن ماجة ١ : ٥١١ ح ١٦٠١ ، السنن الكبرى ٤ : ٥٩.
(٥) الكافي ٣ : ٢٢٦ ح ٢ ، وفيه : عن إسماعيل الجوزي.
(٦) الكافي ٣ : ٢٠٥ ، ح ١ ، ثواب الأعمال : ٢٣٥.