وهو البحث عن كيفية الطهارة ، ومطالبه ثلاثة : الأول : في كيفية الوضوء ، وفيه ثلاثة أبحاث :
الأول : في واجباته ، والذي استفيد من نص الكتاب ثمانية :
أولها : النية ، وقد تقدّم تحقيقها. ويجب القصد بها الى القربة ، أعني : موافقة إرادة الله تعالى. وظاهر كلام المتكلّمين : أنّ القربة والتقرّب طلب الرفعة عند الله تعالى بواسطة نيل الثواب ، تشبيها بالقرب المكاني.
وينبّه على الأول قوله تعالى ( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ) (١) ، وقوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ ) (٢) أي : إرادة لطاعته ، وقول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : « ولكن وجدتك أهلا للعبادة » بعد نفي الطمع في الثواب ، والخوف من العقاب (٣).
وينبّه على الثاني قوله تعالى ( وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً ) (٤) ، وقوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٥) أي : راجين الفلاح ، أو : لكي تفلحوا. والفلاح هو الفوز بالثواب ، قاله الشيخ أبو علي الطبرسي ـ رحمهالله ـ (٦) ، وقال بعض المفسرين : هو الفوز بالأمنية ، ومنه قوله تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) (٧). وقوله تعالى : ( أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ
__________________
(١) سورة الليل : ١٩ ـ ٢٠.
(٢) سورة البقرة : ١٦٥.
(٣) شرح نهج البلاغة للبحراني ٥ : ٣٦١.
(٤) سورة الأنبياء : ٩٠.
(٥) سورة الحج : ٧٧.
(٦) مجمع البيان ٧ : ٩٨.
(٧) سورة المؤمنون : ١.