يحرم اللطم والخدش وجزّ الشعر ، إجماعا ـ قاله في المبسوط (١) ـ ولما فيه من السخط لقضاء الله ، ولرواية خالد بن سدير عن الصادق عليهالسلام : « لا شيء في لطم الخدود ، سوى الاستغفار والتوبة » (٢).
وروى العامة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في صحاحهم : « أنا بريء ممّن حلق وصلق » (٣) أي : حلق الشعر ، ورفع صوته.
وفي الفقيه : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب : « لا تدعينّ بويل (٤) ، ولا ثكل ، ولا حرب ، وما قلت فيه فقد صدقت » (٥).
وروى مسلم : « أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة » (٦). والمراد به المشتملة على ذلك ، لما يأتي من إباحة النوح الخالي من ذلك.
واستثنى الأصحاب ـ إلاّ ابن إدريس (٧) ـ شقّ الثوب على موت الأب والأخ لفعل العسكري على الهادي (٨) ، وفعل الفاطميات على الحسين عليهالسلام. روى فعل الفاطميات أحمد بن محمد بن داود ، عن خالف بن سدير ، عن الصادق
__________________
(١) المبسوط ١ : ١٨٩.
(٢) التهذيب ٨ : ٣٢٥ ح ١٢٠٧.
(٣) المصنف لعبد الرزاق ٣ : ٥٥٨ ح ٦٦٨٤ ، صحيح مسلم ١ : ١٠٠ ح ١٠٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٠٥ ح ١٥٨٦ ، سنن أبي داود ٣ : ١٩٤ ح ٣١٣٠ ، سنن النسائي ٤ : ٢٠ ، السنن الكبرى ٤ : ٦٤.
(٤) في المصدر : « بذل » ، وزيادة : « ولا حزن ».
(٥) الفقيه ١ : ١١٢ ح ٥٢١.
(٦) صحيح مسلم ٢ : ٦٤٤ ح ٩٣٤.
(٧) السرائر : ٣٤.
(٨) الفقيه ١ : ١١١ ح ٥١١.