وهو لغة الحاجز ، والمراد هنا ما بين الموت والبعث. قال الله تعالى ( وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (١). روى ابن بابويه عن الصادق عليهالسلام : « إنّ بين الدنيا والآخرة ألف عقبة ، أهونها وأيسرها الموت » (٢).
وهنا مسائل :
الأولى : سؤال القبر عليه الإجماع ، إلاّ لمن لقّن على ما سلف من الأخبار ، وروى الكليني بعدة أسانيد عن الصادق عليهالسلام : « إنّما يسأل في قبره من محض الإيمان والكفر محضا ، وأمّا ما سوى ذلك فيلهى عنه » رواه محمد بن مسلم (٣) ، وعبد الله بن سنان (٤). وعن الباقر عليهالسلام مثله ، بطريق أبي بكر الحضرمي (٥) وابن بكير (٦). ويجوز أن يأوّل بسؤال خاص لا مطلق السؤال.
وعن بشير الدّهان عن الصادق عليهالسلام : « يجيء الملكان : منكر ونكير ، فيسألان الميت : من ربك؟ وما دينك؟ فإذا كان مؤمنا قال : الله ربّي ، وديني الإسلام : فيقولان له : ما تقول في هذا الرّجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول : أشهد أنّه رسول الله. فيقولان له : نم نومة لا حلم فيها ، ويفسح له في قبره تسع أذرع ، ويفتح له باب إلى الجنّة فيرى مقعده فيها. وإذا كان كافرا دخلا عليه ، وأقيم الشيطان بين يديه ، عيناه من نحاس ، فيقولان : من ربّك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرّجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول : لا أدري. فيخلّيان
__________________
(١) سورة المؤمنون : ١٠٠.
(٢) الفقيه ١ : ٨٠ ح ٣٦٢.
(٣) الكافي ٣ : ٢٣٦ ح ٤.
(٤) الكافي ٣ : ٤٣٥ ح ٢.
(٥) الكافي ٣ : ٢٣٧ ح ٨.
(٦) الكافي ٣ : ٢٣٥ ح ٣.