وغير خفي أنّ الوجوب محل إشكال ؛ لعدم الوقوف على دليله ، بل المستفاد من الأخبار أنّ الظن لو حصل يعمل عليه ، وما ذكرناه من الإشكال في مثل الفرائض التي يبطلها لك لا يخلو اعتبار الظن فيها من غموض ؛ لأنّ التروي إذا لم يجب فالمرتبة المقتضية للصحة مع الظن لا حدّ لها ، فليتأمّل.
وما وقع في كلام بعض المتأخّرين من ذكر غلبة الظن (١) غير ظاهر الدليل ، بل المستفاد مطلق الظن.
ويختلج في البال أنّ غلبة الظن وقعت في عبارة المتقدمين ، ويراد بها غلبة الظن على الشك ، فالمتأخّرون جعلوا غلبة الظن للشاك مريدين غلبة ظنه على شكه ، والعبارة أوهمت أنّ غلبة الظن يراد به الظن الغالب في نفسه (٢) ، والحال غير خفيّة.
بقي في المقام شيء وهو أنّ ما تضمّنه خبر العلاء من أنّ الشك في الوتر يقتضي (٣) الإعادة يخالف (٤) إطلاق جماعة من الأصحاب كالشيخ فيما مضى (٥) عن قريب من أنّ النافلة يبنى فيها على الأقلّ وإن شاء على الأكثر ، وعدم تعرض الشيخ وغيره للخبر مع صحته غريب.
وقد أشار شيخنا قدسسره في فوائد الكتاب إلى مدلول الرواية ، غير أنّها لا يخلو من إجمال بالنسبة إلى الوتر ، فإنّه اسم للثلاثة على ما يستفاد من الأخبار ، فالشك فيه إمّا أن يراد في مجموع الثلاثة أو في شفعة وحده أو المفردة وحدها ، والأوّل يفيد أنّ الشك مع الانفصال يقتضي إعادة
__________________
(١) كالأردبيلي في مجمع الفائدة ٣ : ١٢٨.
(٢) المسالك ١ : ٤٢.
(٣) في « م » : يلزم.
(٤) في « م » : بخلاف.
(٥) في ص ١٨٣٨ ، ١٨٣٩.