عليه النجاشي ، يمكن الجواب عنه ، لكن لا يخفى أنّ للكلام مجالاً.
وفي الفقيه روى في الصحيح عن عبد الله بن سنان قال : أتيت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت : جعلني الله فداك [ ما معنى ] قول الله عز وجل ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ )؟ قال : « أخذ الشارب وقصّ الأظفار وما أشبه ذلك » قال : قلت : جعلت فداك فإنّ ذريحاً المحاربي حدّثني عنك أنك قلت ( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) لقاء الإمام ، ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) تلك المناسك ، قال : « صدق ذريح وصدقت ، إنّ للقرآن ظاهراً وباطناً ، ومن يحتمل ما يحتمل ذريح؟! » (١).
وقد كان الوالد قدسسره يعتمد على ذريح بسبب انضمام الخبر المذكور إلى توثيق الشيخ بناءً على أصله من اعتبار تزكية الشاهدين في الراوي (٢).
وربما يقال عليه : إنّ الأصل على تقدير تمامه يشكل الاعتماد على الرجل بهذه الرواية ؛ لأنّ الشيخ إذا استبعد اطلاعه على ما لم يطلع عليه النجاشي فالرواية لا تدل على التوثيق المعتبر في الرواية ، ولا يخفى إمكان الجواب بعد ملاحظة كنه الرواية ، أمّا تمامية اعتماد الوالد قدسسره فلا يخلو من تأمّل.
وله قدسسره كلام في الأصل المذكور أوضحه في المنتقى والمعالم (٣) ، إلاّ أنّه محل بحث ؛ لا لما ذكره بعض محققي المعاصرين سلّمه الله حيث أتى الوالد قدسسره بأنّ التزكية ( شهادة فيعتبر ) (٤) فيها التعدد كغيرها من
__________________
(١) الفقيه ٢ : ٢٩٠ / ١٤٣٧ ، ما بين المعقوفين من المصدر. والآية في سورة الحج : ٢٩.
(٢) منتقى الجمان ١ : ١٦.
(٣) منتقى الجمان ١ : ١٦ ، معالم الدين : ٢٠٤.
(٤) بدل ما بين القوسين في « فض » : زيادة فيفسر.