( في الذرة والنمل وأسد الذباب والعنكبوت وطبائع كل منهما )
قال المفضل فقلت قد وصفت لي يا مولاي من أمر البهائم ما فيه معتبر لمن اعتبر فصف لي الذرة والنملة والطير فقال عليهالسلام يا مفضل تأمل وجه الذرة الحقيرة الصغيرة هل تجد فيها نقصا عما فيه صلاحها فمن أين هذا التقدير والصواب في خلق الذرة إلا من التدبير القائم في صغير الخلق وكبيره.
انظر إلى النمل واحتشاده في جمع القوت وإعداده فإنك ترى الجماعة منها إذا نقلت الحب إلى زبيتها (١) بمنزلة جماعة من الناس ينقلون الطعام أو غيره بل للنمل في ذلك من الجد والتشمير ما ليس للناس مثله ..
__________________
ـ الأوائل ، وقد ورد ذكره في الشعر القديم ، كالذي جاء في قصيدة للشاعر العباسيّ إسماعيل بن محمّد المعروف بالسيّد الحميري المتوفّى سنة ١٧٣ ، فقال من تلك القصيدة التي يذكر فيها إحدى فضائل الإمام عليّ عليهالسلام : ـ
ألا يا قوم للعجب العجاب |
|
لخف أبي الحسين وللحباب |
عدو من عدات الجن عبد |
|
بعيد في المرادة من صواب |
كريه اللون اسود ذو بصيص |
|
حديد الناب أزرق ذو لعاب |
أتى خفا له فانساب فيه |
|
لينهش رجله منها بناب |
فقض من السماء له عقاب |
|
من العقبان او شبه العقاب |
فطار به فحلق ثمّ أهوى |
|
به للأرض من دون السحاب |
(١) الزبية ـ بضم فسكون ـ : الرابية لا يعلوها ماء جمعها زبى.