أن يستقر في حوصلته ويغذو به فراخه ولأي معنى يحتمل هذه المشقة وليس بذي روية ولا تفكر ولا يأمل في فراخه ما يؤمل الإنسان في ولده من العز والرفد (١) وبقاء الذكر فهذا من فعله يشهد أنه معطوف على فراخه لعله لا يعرفها ولا يفكر فيها وهي دوام النسل وبقاؤه لطفا من الله تعالى ذكره.
( الدجاجة وتهيجها لحضن البيض والتفريخ )
انظر إلى « الدجاجة » كيف تهيج لحضن البيض والتفريخ وليس لها بيض مجتمع ولا وكر موطأ بل تنبعث وتنتفخ وتقوى (٢) وتمتنع من الطعم حتى يجمع لها البيض فتحضنه وتفرخ فلم كان ذلك منها إلا لإقامة النسل ومن أخذها بإقامة النسل ولا روية لها ولا تفكير لو لا أنها مجبولة على ذلك؟ ..
( خلق البيضة والتدبير في ذلك )
اعتبر بخلق البيضة وما فيها من المح (٣) الأصفر الخاثر (٤) والماء
__________________
(١) الرفد ـ بالكسر ـ المعونة والعطاء والجمع ارفاد ورفود.
(٢) في الأصل كتبت الالف مشالة ، وتقوى من القوى أي الجوع فكأن الدجاجة تبيت جائعة .. وفي نسخة تقوقى اي تصيح
(٣) المح ـ بالضم ـ صفرة البيض ، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة أي مخ
(٤) خثر اللبن : نحن واشتد فهو خاثر.