كأخمص القدم تنطبق على الأرض عند تهيئها للركوب والحمولة.
تأمل التدبير في خلق آكلات اللحم من الحيوان حين خلقت ذوات أسنان حداد وبراثن شداد وأشداق (١) وأفواه واسعة فإنه لما قدر أن يكون طعمها (٢) اللحم خلقت خلقة تشاكل ذلك وأعينت بسلاح وأدوات تصلح للصيد وكذلك تجد سباع الطير ذوات مناقير ومخالب مهيئة لفعلها ولو كانت الوحوش ذوات مخالب كانت قد أعطيت ما لا تحتاج إليه لأنها لا تصيد ولا تأكل اللحم ولو كانت السباع ذوات أظلاف كانت قد منعت ما تحتاج إليه أعني السلاح الذي تصيد به وتتعيش أفلا ترى كيف أعطي كل واحد من الصنفين ما يشاكل صنفه وطبقته بل ما فيه بقاؤه وصلاحه.
( ذوات الأربع واستقلال أولادها )
انظر الآن إلى ذوات الأربع كيف تراها تتبع أماتها (٣) مستقلة بأنفسها لا تحتاج إلى الحمل والتربية كما تحتاج أولاد الإنس فمن أجل أنه ليس عند أماتها ما عند أمهات البشر من الرفق والعلم بالتربية والقوة عليها بالأكف والأصابع المهيأة لذلك أعطيت النهوض والاستقلال بأنفسها وكذلك
__________________
(١) الاشداق جمع شدق ـ بالفتح او الكسر ـ زاوية الفم من باطن الخدين.
(٢) الطعم ـ بالضم ـ الطعام.
(٣) الامات جمع أم وقيل انها تستعمل في البهائم ، واما في الناس فهي أمّهات