( أما ان المفضل كان انسي ومستراحي ) (١).
ومن المؤكد ان المفضل توفى ، وهو لم يكن بطوس ولا ببغداد ، وانما كان بالكوفة ، فانها كانت مسقط راسه ، وبها كان وكيلا من قبل الامامين الصادق والكاظم ، وكان المفضل حيا حتى سنة ١٨٣ ه.
وهي السنة التي توفي بها الإمام الكاظم ، ولم يدم بعد ذلك إلا قليلا ، لا سيما وان الاخبار لم تكن متوفرة عن اتصاله بالامام الرضا مما ترجح عندنا وفاته بعد سنيات من موت الإمام الكاظم.
كان المفضل دائبا على الحضور في مدرسة الإمام الصادق ، وقد استقى الكثير من الأحاديث والعلوم عنه ، وعن ولده موسى الكاظم ، وعن حفيده ابى الحسن الرضا. وعند اختمار تلكم الأحاديث والمعارف في ذهنه وعند ما نضجت في عقله ووعاها حق الوعي ، استطاع ان يؤلف عددا من الكتب فيما لا تخرج مضامينها ومواضيعها عن حدود الشريعة الإسلامية وعن عظمة الخالق ، وعن الموجودات والخلائق.
وسنذكر هنا ما استطعنا الوقوف عليه من كتب المفضل وتآليفه.
وهي كما يلي :
١ ـ كتاب الإهليلجة : هو من إملاء الإمام الصادق على المفضل في قصة تروى في اول الكتاب ومفادها : ان طبيبا حاج الامام في الإهليلجة ،
__________________
(١) العيون للشيخ الصدوق في باب النصوص على امامة الرضا ، وتنقيح المقال للمامقاني ج ٣ ص ٢٣٨ ط المرتضوية بالنجف.