صار يمتد على وجه الأرض ليلقى عليها ثماره فتحملها عنه فترى الأصل من القرع (١) والبطيخ مفترشا للأرض وثماره مبثوثة عليها وحواليه كأنه هرة ممتدة وقد اكتنفتها جراؤها (٢) لترضع منها.
( موافاة أصناف النبات في الوقت المشاكل لها )
وانظر كيف صارت الأصناف توافي في الوقت المشاكل لها من حمارة (٣) الصيف ووقدة الحر فتلقاها النفوس بانشراح وتشوق إليها ولو كانت توافي الشتاء لوافقت من الناس كراهة لها واقشعرارا (٤) منها مع ما يكون فيها من المضرة للأبدان ألا ترى أنه ربما أدرك شيء من الخيار في الشتاء فيمتنع الناس من أكله إلا الشره الذي لا يمتنع من أكل ما يضره ويسقم معدته.
__________________
(١) القرع ـ بالفتح ـ نوع من اليقطين ، الواحدة قرعة.
(٢) في الأصل المطبوع « اجزاؤها » وهذا تصحيف شنيع ، والجراء جمع جرو ـ بتثليث الجيم ـ صغير كل شيء حتّى الرمان والبطّيخ وغلب على الكلب والأسد ، والمراد هنا بالجراء أولاد الهرة.
(٣) الحمارة : شدة الحرّ والجمع حمّار.
(٤) اقشعر : تغير لونه.