أما ترى الإنسان إذا عرض له وجع خضع واستكان ورغب إلى ربه في العافية وبسط يده بالصدقة ولو كان لا يألم من الضرب بم كان السلطان يعاقب الدعار (١) ويذل العصاة المردة وبم كان الصبيان يتعلمون العلوم والصناعات وبم كان العبيد يذلون لأربابهم ويذعنون لطاعتهم أفليس هذا توبيخ ابن أبي العوجاء (٢) وذويه الذين جحدوا التدبير.
( والمانوية ) الذين أنكروا الوجع والألم.
( انقراض الحيوان لو لم يلد ذكورا وإناثا )
ولو لم يولد من الحيوان إلا ذكر فقط أو أنثى فقط ألم يكن النسل منقطعا وباد مع أجناس الحيوان فصار بعض الأولاد يأتي ذكورا وبعضها يأتي إناثا ليدوم التناسل ولا ينقطع.
( ظهور شعر العانة عند البلوغ ونبات اللحية للرجل دون )
( المرأة وما في ذلك من التدبير )
لم صار الرجل والمرأة إذا أدركا تنبت لهما العانة ثم تنبت اللحية للرجل وتتخلف عن المرأة لو لا التدبير في ذلك فإنه لما جعل الله تبارك
__________________
(١) الدعار جمع داعر وهو الخبيث .. وفي النسخة المطبوعة الذعار بالذال وهذا تصحيف.
(٢) تقدمت ترجمة ابن أبي العوجاء في مقدّمة الكتاب.