خمس عشرة ساعة لا يجاوز ذلك (١) أفرأيت لو كان النهار يكون مقداره مائة ساعة أو مائتي ساعة ألم يكن في ذلك بوار كل ما في الأرض من حيوان ونبات أما الحيوان فكان لا يهدأ ولا يقر طول هذه المدة ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار ولا الإنسان كان يفتر عن العمل والحركة وكان ذلك ينهكها أجمع ويؤديها إلى التلف وأما النبات فكان يطول عليه حر النهار ووهج الشمس حتى يجف ويحترق كذلك الليل لو امتد مقدار هذه المدة كان يعوق أصناف الحيوان عن الحركة والتصرف في طلب المعاش حتى تموت جوعا وتخمد الحرارة الطبيعية عن النبات حتى يعفن ويفسد كالذي تراه يحدث على النبات إذا كان في موضع لا تطلع عليه الشمس.
( الحر والبرد وفوائدهما )
اعتبر بهذا الحر والبرد كيف يتعاوران (٢) العالم ويتصرفان هذا التصرف في الزيادة والنقصان والاعتدال لإقامة هذه الأزمنة الأربعة
__________________
(١) يتساوى الليل والنهار في جميع انحاء العالم مرتين في الخريف يوم ٢٣ أيلول ومرة ثانية في الربيع يوم ٢٢ مارت. ويطول الليل في الشتاء بتاريخ ٢١ كانون الأول حتّى يبلغ طوله في العراق أكثر من أربعة عشر ساعة ، ثمّ يطول النهار في الصيف بتاريخ ٢١ حزيران ويزيد طوله في العراق على أربعة عشر ساعة.
(٢) يتعاوران : يتداولان.