التامة والناقصة؟ ان في الفرق احتمالين :
١ ـ ان تكون كلتا الجملتين ـ كجملة « زيد قائم » وجملة « قيام زيد » موضوعة لنسبة القيام لزيد ، ولا فرق بينهما من هذه الناحية ، اي من ناحية المعنى الموضوع له ، وانما الفرق بينهما من ناحية القصد ، اي المدلول التصديقي ، فنحن نقصد بجملة « زيد قائم » الاخبار عن ثبوت القيام لزيد بينما في جملة « قيام زيد » نقصد اخطار قيام زيد.
وباختصار : لا فرق بينهما من ناحية المدلول التصوري ـ اي المعنى الموضوع له وهو النسبة ـ بل من ناحية المدلول التصديقي وهو القصد.
وهذا الاحتمال باطل ، اذ لو كانت كلتا الجملتين موضوعة لنسبة واحدة وهي نسبة القيام لزيد فلماذا لا يصح ان نقصد الاخبار بجملة « قيام زيد » بينما يصح قصده بجملة « زيد قائم »؟ ان صحة قصد الاخبار بهذه الجملة وعدم صحته بتلك دليل على ان المعنى الموضوع له في كلتا الجملتين ليس واحدا.
٢ ـ ان تكون كلتا الجملتين موضوعة للنسبة ولكن جملة « زيد قائم » موضوعة للنسبة التامة وجملة « قيام زيد » موضوعة للجملة الناقصة فالاختلاف على هذا الاساس يكون في المعنى الموضوع له ، اي في المدلول التصوري ، لكن يبقى السؤال عن الفرق بين النسبة التامة والنسبة الناقصة؟
ان الفرق بينهما قد تجلى خلال البحث السابق ، فتمامية النسبة ـ في قولنا « زيد قائم » ـ تنشأ من مجيئها الى الذهن وهي ظاهرة وبارزة ، وما ذاك الاّ من اجل ان طرفيها يأتيان الى الذهن وهما طرفان ، ومع توجه الطرفين الى الذهن وهما طرفان فمن اللازم ثبوت النسبة في الذهن وهي بارزة ، وهذا بخلافه في النسبة الناقصة ـ كقولنا « قيام زيد » ـ فان نقصانها ينشأ من مجيئها الى الذهن