الفعل لا العين ، فيأتي فيه القول بأنّ حرمة العقد هل يستلزم فساده أم لا؟
ولكن تردّد صاحب الفصول في شمول النزاع من جهة أخرى ، وهي عدم إحرازه الشرط الّذي ذكره بعد سطر ، وهو تعلّقه بها لنفسها ، وهذا واضح.
ومن عادة هذا المحقّق المقرّر ، أنه متى سنح له اعتراض على الفصول ، فإن وجد له صورة خلاّبة (١) جلاه للنظّار في أزهى بيان وأطوله ، وإن لم يجد له تلك الصورة ترك البيان ، وادّعى على المخاطب خبرته بالضعف ، وجعل ذلك الادّعاء عذرا لعدم البيان والتطويل ، وعلى هذه الوتيرة جرى ، فقال :
« وأنت خبير بضعفه ، فلا حاجة إلى تطويل الكلام فيه » (٢).
آخر مبحث النواهي ، ويليه إن قدّر الله مبحث المنطوق والمفهوم ، والحمد لله وعلى نبيّه الكريم وآله الكرام أفضل الصلاة والتسليم.
يقول المصنّف كان الله له : يعلم القرّاء الكرام وقاهم الله صروف الأيام أنّ كثيرا من المصنفين في فنون العلوم يصدّرون كتبهم بشكوى الزمان ، ويلمحون إلى كساد صنعتهم ، وعدم نفاق سلعتهم ، وعمدة غرضهم الاعتذار عن خطأ يقع منهم فيها أو تقصير.
وإذا كان ممّا يقال به العثار ، فأنا وحرمة العلم ورفيع مقام أهله أولى من أكثرهم بهذا الاعتذار ، ولكني ـ والحمد لله على كلّ حال ـ لا أجد طريقا إلى التفصيل ، ولا يطفي أوار (٣) غيظي الإجمال ، ورأيت أن أسلك جادّة ما سلكها أحد فيما أعلم ، فأختم كتابي بتاريخ زمان التصنيف وبمكانه ، ثم أعرفك بمن لا تجهله ، ثم أدعك وما تعلم.
__________________
(١) خلابة : الخديعة باللسان بالقول اللطيف. مجمع البحرين ٢ : ٥٢ وانظر الصحاح ١ ـ ١٢٢ ( خلب ).
(٢) مطارح الأنظار : ١٦٤.
(٣) أوار بالضمّ : حرارة النار والشمس والعطش. الصحاح ٢ : ٥٨٣ ، القاموس المحيط ١ : ٣٦٦ ، مجمع البحرين ٣ : ٢١١ ( أور ).