أو البداهة أو التأمل النظريّ ، وله مستويات متباينة من حيث المنابع المنتجة له ، ومن حيث درجة اليقين التي يوفرها ، وفي البحوث المفصلة مناقشات واسعة في ذلك.
وهكذا بدأ علم الأصول يكشف عن نفسه ويستقل بها عن العلوم التي نشأ بإحضانها أو رافقها تاريخيا لظروف معينة ، ويطرح نفسه باعتباره الإجابة الوحيدة الممكنة للمشكلات السابقة ، وباعتباره الإطار النظريّ للممارسة الفقهية. وكأي علم حي نام تستثيره المشكلات من الخارج كما يتابع هو الأسئلة من الداخل استطاع علم الأصول وعلى مر السنوات ان يتسع ويغتني تبعا لتوسع البحث الفقهي للعلاقة الطردية العميقة القائمة بينهما ، ومستفيدا كذلك من العلوم الأخرى حتى وصل في الوقت الحاضر إلى قمة اكتماله ونضوجه.
وبرز في هذا العلم من خلال مدرسة الوحيد البهبهاني الأصولية الكبرى كل من الشيخ الأنصاري والآخوند الخراسانيّ والميرزا النائيني والشيخ الأصفهاني و ... وغيرهم.
ولعل الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم ، ومؤلفه العلاّمة آية الله الشيخ أبو المجد محمد رضا الأصبهاني المتوفى سنة ١٣٦٢ ه ، هو أحد تلك الشواهد البارزة في ذلك العلم الرحيب.
وحرصا من مؤسسة آل البيت على إخراج هذا السفر الجليل بالشكل الّذي يليق بمكانته العلمية عملت على تحقيقه ونشره ، أسوة بما تقوم بنشره من المؤلفات المهمة والقيمة لعلماء هذه الطائفة الاعلام.
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث.