. . . وسليمان كان يصفدهم لعصيانهم ، ونبينا أتوه طائعين راغبين . وسأل سليمان ملك دنيا : رب هب لي ملكاً . . . وعرض مفاتيح خزائن الدنيا على محمد فردها ، فشتان بين من يسأل وبين من يعطى فلا يقبل ، فأعطاه الله الكوثر والشفاعة والمقام المحمود : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ .
وقال لسليمان : أمنن أو امسك بغير حساب ، وقال لنبينا : مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا . قال حسان بن ثابت :
وإن كانت الجن قد ساسها |
|
سليمان والريح تجري رخا |
فشهر غدوٌّ به رابياً |
|
وشهر رواحٌ به إن يشا |
فإن النبي سرى ليلةً |
|
من المسجدين إلى المرتقى |
وقال كعب بن مالك :
وإن تك نمل البر بالوهم كلمت |
|
سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمى |
فهذا نبي الله أحمدُ سبحت |
|
صغار الحصى في كفه بالترنم |
ورواه في بحار الأنوار ج ١٦ ص ٤١٥
ـ مناقب آل ابي طالب ج ٣ ص ١٠٣
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها وبشره بها :
لفراقه وطنه فأنزل الله : إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ .
ولتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب ، فنزل : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .
ولأمته من العذاب ، فنزل : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ .
ولظهور الدين ، فنزل : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .
وللمؤمنين بعده ، فنزل : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ .
ولخصمائهم ، فنزل : يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا .