بشهادة المملوك ، فغضب عليهالسلام ثم قال : خذوا الدرع فقد قضى بجور ثلاث مرات فسأله عن ذلك ، فقال عليهالسلام : إنى لما قلت لك إنها درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقلت هات على ما قلت بينة ، فقلت : رجل لم يسمع الحديث ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله حيث ما وجد غلول اخذ بغير بينة ، ثم أتيتك بالحسن فشهد فقلت هذا شاهد ولا أقضي بشاهد حتى يكون معه آخر ، وقد قضي رسول الله صلىاللهعليهوآله بشاهد ويمين ، فهذان اثنتان ، ثم أتيتك بقنبر فقلت هذا مملوك ولا بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلا فهذه الثالثة ، ثم قال : يا شريح إن إمام المسلمين يؤتمن في امورهم على ما هو أعظم من هذا (١).
٧ ـ قب : ان غلاما طلب مال أبيه من عمر وذكر أن والده توفي بالكوفة والولد طفل بالمدينة ، فصاح عليه عمر وطرده فخرج يتظلم منه ، فلقيه على عليهالسلام فقال : ايتوني به إلى الجامع حتى أكشف أمره فجئ به ، فسأله عن حاله فأخبره بخبره ، فقال عليهالسلام : لاحكمن فيكم بحكومة حكم الله بها من فوق سبع سماواته لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه ، ثم استدعي بعض أصحابه وقال : هات بمحفرة ثم قال : سيروا بنا إلى قبر والد الصبي ، فساروا فقال : احفروا هذا القبر وانبشوه واستخرجوا إلى ضلعا من أضلاعه ، فدفعه إلى الغلام فقال له : شمه ، فلما شمه انبعث الدم من منخريه فقال عليهالسلام : إنه ولده فقال عمر : بانبعاث الدم تسلم إليه المال؟ فقال : إنه أحق بالمال منك ومن ساير الخلق أجمعين ، ثم أمر الحاضرين بشم الضلع فشموه فلم ينبعث الدم من واحد منهم ، فأمر أن اعيد إليه ثانية وقال : شمه فلما شمه انبعث الدم انبعاثا كثيرا فقال عليهالسلام : إنه أبوه فسلم إليه المال ثم قال : والله ما كذبت ولا كذبت (٢).
__________________
(١) المناقب ج ١ ص ٣٧٣.
(٢) المناقب ج ٢ ص ١٨١.