٥
* (باب) *
* «(شهادة أهل الكتاب)» *
الايات : المائدة : «يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الارض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الاثمين * فان عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الاوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين» (١).
١ ـ فس : «يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الارض فأصابتكم مصيبة الموت» فانها نزلت في ابن بندى وابن أبي ماوية نصرانيين وكان رجل يقال له تميم الداري مسلم خرج معهما في سفر وكان مع تميم خرج ومتاع و آنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها ، فلما مروا بالمدينة اعتل تميم ، فلما حضره الموت دفع ماكان معه إلى ابن بندى وابن أبي ماوية وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته ، فقدما المدينة فأوصلا ماكان دفعه إليهما تميم وحبسا الانية المنقوشة والقلادة فقال ورثة الميت : هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة؟ فقالوا : ما مرض إلا أياما قليلة ، فقالوا : فهل سرق منه شئ في سفره هذا؟ قالوا : لا ، قالوا : فهل اتجر تجارة خسر فيها؟ قالوا : لا ، قالوا : افتقدنا أنبل شئ كان معه آنيه منقوشة بالذهب مكللة وقلادة ، فقالوا : ما دفعه إلينا قد
__________________
(١) سورة المائدة ١٠٦.