وروى القاضي زيد الكلاري في شرح التحرير ، عن الإمام القاسم بن إبراهيم أنّه قال : فأمّا «حيّ على خير العمل» فكانت في الأذان ، فسمعها عمر يوماً فأمر بالإمساك فيه عنها وقال : إذا سمعها الناس ضيّعوا الجهاد لموضعها واتّكلوا عليها (١).
وقال في المنتخب : وأمّا «حيّ على خير العمل» فلم تَزَل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى قبضه الله عزّوجلّ ، وفي عهد أبي بكر حتّى مات ، وإنّما تركها عمر وأمر بذلك ، فقيل له : لم تركتها؟
فقال : لئلاّ يتّكل الناس عليها ويتركوا الجهاد (٢).
وعن الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ ، قال : لم يَزَل النبيّ صلىاللهعليهوآله يؤذن بحيّ على خير العمل حتّى قبضه الله ، وكان يؤذّن بها في زمن أبي بكر ، فلمّا ولي عمر قال : دعوا «حيّ على خير العمل» لا يشتغل الناس عن الجهاد ، فكان أوّل من تركها (٣).
وقال الفضل بن شاذان (المتوفّى ٢٦٠ هـ) مخاطباً أهل السنّة : ... ورويتم عن أبي يوسف القاضي ـ رواه محمّد بن الحسن عن أصحابه ـ وعن أبي حنيفة ، قالوا : كان الأذان على عهد رسول الله وعلى عهد أبي بكر وصدراً من خلافة عمر يُنادى فيه «حيّ على خير العمل».
فقال عمر بن الخطاب : إنّي أخاف أن يتّكل الناس على الصلاة إذا قيل : «حيّ على خير العمل» ويَدَعُوا الجهاد ، فأمر أن يطرح من الأذان «حيّ على خير
__________________
(١) الأذان بحيّ على خير العمل بتحقيق عزّان : ١٥٣.
(٢) الأذان بحيّ على خير العمل بتحقيق عزّان : ١٥٣. وانظر الايضاح للقاضي نعمان : ١٠٨.
(٣) الأذان بحيّ خير العمل ، للحافظ العلوي بتحقيق عزّان : ٦٣ ـ ٦٤.