فى هاوية الخذلان والعصيان ، وهذا الخطاب من وادي قولهم (إياك أعنى واسمعي يا جاره) فالمراد بمثل هذا الخطاب جميع المكلفين كما تقدم غير مرة.
وخلاصة ذلك ـ لا تتّبعوا سبل من كذّب بالساعة ، وأقبل على لذاته فى دنياه ، وعصى أمر ربه واتبع هواه ، فإن من سلك سبيلهم خاب وخسر كما قال : «وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى».
(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨) قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠) قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١))
تفسير المفردات
أتوكأ عليها : أعتمد عليها فى المشي والوقوف على رأس القطيع ونحو ذلك ، وأهش بها : أي أخبط بها ورق الشجر ، مآرب : أي منافع واحدها مأربة (مثلثة الراء) والحية : تطلق على الصغير والكبير والذكر والأنثى من هذا النوع ، والثعبان : العظيم من الحيات ، والجانّ : الصغير منها ، سيرتها الأولى : أي حالها الأولى وهى كونها عصا ، يقال لكل من كان على أمر فتركه وتحول عنه ثم راجعه : عاد فلان سيرته الأولى.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه مناجاته لموسى حين رأى النار التي فى الشجرة واختياره نبيا وإيحاءه إليه أن لا إله إلا هو ، وأمره بإقامة الصلاة لما فيها من ذكره ، وتخصيصه