فى كتاب : أي دفتر مقيّد فيه ؛ والمراد بذلك كمال علمه الذي لا يضيع منه شىء ، ضل الشيء : أخطأه ولم يهتد إليه ، ونسيه : ذهب عنه ولم يخطر بباله ، والمهد. ما يمهّد للصبى ويفرش له : أي جعل الأرض كالمهد ، وسلك : أي سهّل ، والسبل : واحد ها سبيل : أي طريق ، أزواجا : أي أصنافا ، شتى : واحدها شتيت كمريض ومرضى : أي مختلفة النفع والطعم واللون والشكل ، لآيات : أي لدلالات ، والنهى : واحدها نهية (بالضم) وهى العقل سمى بها لأنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح.
المعنى الجملي
اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به ، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شىء وربه ومليكه ، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روى عن ابن عباس أنهما لما جاءا إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما ، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد ، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
الإيضاح
(قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) أي إذا كنتما رسولى ربكما الذي أرسلكما فأخبرانى ، من ربكما الذي أرسلكما؟.
وإنما خص موسى بالنداء مع توجيه الخطاب إليهما ، لما ظهر له أنه هو الأصل وهارون وزيره.
فأجاب موسى عن سؤاله :
(قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) أي ربنا الذي أعطى كل شىء ما يليق به مما قدر له من الخواص والمزايا ، فأعطى العين الوضع الذي يطابق ما يراد بها من الإبصار ، والأذن الشكل الذي يوافق الاستماع ، وهكذا الأنف واليد والرجل وجميع أعضاء الجسم.