غرقا ، وأتبع وتبع : بمعنى ، فغشيهم من اليمّ ما غشيهم : أي فغمرهم وعلاهم من البحر ما علاهم من الأمر الهائل الذي لا يعلم كنهه إلا الله ، وأضل فرعون قومه : أي سلك بهم مسلكا أدّاهم إلى الخسران فى دينهم ودنياهم ، إذ أغرقوا فأدخلوا نارا ، وما هدى :أي وما أرشدهم إلى طريق يصل بهم إلى طريق السعادة ، الأيمن : أي الذي عن يمين من ينطلق من مصر إلى الشام ، المنّ : نوع من الحلوى يسمى الترنجبين ، والسلوى : طائر شبيه بالسّمانى ، ولا تطغوا فيه : أي فلا تأخذوه من غير حاجة إليه ، فيحل عليكم غضبى : أي ينزل بكم ، هوى : سقط وهلك ، غفار : كثير المغفرة والستر للذنوب ، اهتدى : أي لزم الهداية واستقام.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون ، وأنه تم له الغلب عليهم ، وأن السحرة آمنوا به ، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق ، وتمادى هو وقومه فى العناد والإعراض عن سبيل الرشاد ـ أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق فى البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور ، وطوى فى البين ذكر ماجرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة ـ من الآيات المفصّلة التي حدثت على يد موسى فى مدى عشرين سنة بحسب ما فصل فى سورة الأعراف ، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بنى إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب ، فإذا هو انكشف نكص على عقبيه ونكث فى عهده ، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر ، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بنى إسرائيل ، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم : من قتل وإذلال وتعب فى الأعمال ، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم ، وأنه أنزل