هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (٨٨) أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً (٨٩))
تفسير المفردات
يقال جاء على أثره (بفتحتين وبكسر فسكون) : إذا جاء لاحقا به بلا تأخير ، فتنا قومك : أي اختبرناهم ، وأضلهم : أي أوقعهم فى الضلال والخسران ، والسامري : من شعب إسرائيل من بطن يقال له السامرة واسمه موسى ، والأسف : الحزين ، والوعد الحسن : إعطاء التوراة التي فيها هدى ونور ، والعهد : زمان الإنجاز ، موعدى : أي وعدكم إياى بالثبات على الإيمان ، وقيامكم بأداء ما أمرتم به من التكاليف ، بملكنا : أي بقدرتنا واختيارنا ، والأوزار : الأثقال والأحمال ؛ والمراد بالقوم هنا القبط ، فقذفناها : أي طرحناها فى النار ، جسدا : أي جثة لا روح فيها ، والخوار : صوت العجل ، فنسى : أي فغفل عنه موسى وذهب يطلبه فى الطور ، أن لا يرجع إليهم قولا : أي لا يردّ عليهم جوابا ، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا : أي لا يقدر أن يدفع عنهم ضرا أو يجلب لهم نفعا.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو وقومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر ولا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده ، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل ، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم ، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان ، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ـ أعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا ،