(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (٧٣) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (٧٤) قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (٧٥) وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (٧٦))
تفسير المفردات
بينات : أي ظاهرات الإعجاز ، مقاما : أي مكانا ومنزلا ، نديّا : أي مجلسا ومجتمعا ، ومثله النادي ؛ وقيل هو المجلس الذي يجتمع فيه لحادثة أو مشورة ، ومنه دار الندوة التي كان المشركون يتشاورون فيها فى أمورهم ، والقرن : أهل كل عصر ، والأثاث : متاع البيت من الفرش والثياب وغيرها ولا واحد له ، والرئى المنظر والمراد به النضارة والحسن ، فليمدد : أي فليمهله بطول العمر والتمكن من سائر التصرفات ، جندا : أي أنصارا ، والباقيات الصالحات : أي الطاعات التي تبقى آثارها ، مردّا : أي مرجعا وعاقبة.
المعنى الجملي
بعد أن أقام سبحانه الحجة على مشركى قريش المنكرين للبعث بعد الفناء ، وللعودة إلى حياة أخرى ـ أتبعه بذكر شبهة أخرى قالوها وعارضوا بها حجة الله التي يشهد بصحتها كل منصف ، ويعتقدها من له أدنى مسكة من عقل.
تلك أنهم قالوا : لو كنتم على الحق وكنا على الباطل لكان حالكم فى الدنيا أحسن وأطيب من حالنا ، من قبل أن الحكيم لا يجدر به أن يوقع المخلصين من