وأثر عن ابن عباس أنه قال : لم يلد كما ولدت مريم ، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير ، وهو ردّ على النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله ، وعلى اليهود الذين قالوا : عزير ابن الله.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) أي ليس له ندّ ولا مماثل ، وفى هذا نفى لما يعتقده بعض المبطلين من أن لله ندّا فى أفعاله كما ذهب إلى ذلك مشركو العرب حيث جعلوا الملائكة شركاء لله.
والخلاصة ـ إن السورة تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه ، فقد نفى الله عن نفسه أنواع الكثرة بقوله : «الله أحد» ونفى عن نفسه أنواع الاحتياج بقوله : «اللهُ الصَّمَدُ» ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة لشىء بقوله : «لَمْ يَلِدْ» ونفى عن نفسه الحدوث والأوّلية بقوله : «وَلَمْ يُولَدْ» ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله : «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
سورة الفلق
هى مكية ، وآياتها خمس ، نزلت بعد سورة الفيل.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))
شرح المفردات
أعوذ : أي ألجأ ، والفلق : شق الشيء وفصل بعضه من بعض ، تقول فقلت الشيء فانفلق كما قال تعالى : «فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى» والشيء المفلوق يسمى فلقا ،