ما يحرك الأنظار ، ويسير بها إلى صواب الآراء ، وصحيح الأفكار ـ لم يقض ما أمره به من التأمل فى دلائل قدرته ، والتدبر فى معالم هذا الكون المنبئة بوحدانية خالقه ، الناطقة بأن لها موجدا يستحق أن يقصده وحده دون سواه ، ويتوجه إليه بالعبادة والامتثال إلى ما يأمره به.
والخلاصة ـ إن الإنسان قد بلغ فى جحده آيات خالقه مبلغا لا ينتهى منه العجب إذ قد رأى فى نفسه وفى السموات والأرض وسائر ما يحيط به من العوالم ، الآيات الناطقة بوحدانية الخالق ، الدالة على عظيم قدرته ، ثم هو لا يزال مستمرا فى نكران نعمته عليه ، فإذا ذكّر لا يتذكر ، وإذا أرشد إلى الهدى لم يسلك سبيله الأقوم ولا يزال يرتكب ما نهى عنه ، ويترك ما أمر به.
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٢))
شرح المفردات
القضب : الرطبة ، وهى ما يؤكل من النبات غضا طريا ؛ وسمى قضبا لأنه يقضب أي يقطع مرة بعد أخرى ، غلبا : واحدها غلباء أي ضخمة عظيمة ، والأبّ : المرعى لأنه يؤب : أي يؤم وينتجع ، متاعا لكم ولأنعامكم : أي أنبتناه لكم لتتمتعوا به وتننفعوا وتنتفع أنعامكم.