الحدق تحت المغافر. فاقشعر اهل العراق لما عاينوا ذلك. فلما رأى امير المؤمنين (ع) هذه الحالة منهم ، قال : هالكم يا اهل العراق ان هي الا جثث مائلة فيها قلوب طائرة ، ورجل جراد دفت بها ريح عاصف ، وشداة الشيطان الجمتهم والضلالة وصرخ بهم ناعق البدعة ففتنهم ، ما هم الا جنود البغاة وقحقحة المكاثرة ، لو مستهم سيوف اهل الحق تهافتوا تهافت الفراش في النار ، ولرأيتموهم كالجراد في اليوم الريح العاصف ، الا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة ، وادرعوا اللامة واقلقوا الاسياف في الاغماد ، قبل السل وانظروا الشزر واطعنوا الوخز وتناوحوا بالطبني وصلوا السيوف بالخطى والرماح بالنبل ، وعاودوا انفسكم الكر واستحيوا من الفر ، فانه عار باق في الاعقاب عند ذوي الاحساب ، وفي الفرار النار يوم الحساب ، وطيبوا عن انفسكم نفسا واطووا عن حياتكم كشحا ، وامشوا على الموت قدما وعليكم بهذا السواد الاعظم والرواق المطنب ، واضربوا نجبه فان الشيطان راقد في كسره نافخ خصييه مفترش ذراعيه ، قد قدم للوثبة يدا وأخّر للنكوص عقبا ، فاصدموا له صدما حتى ينجلي الباطل من الحق ، وانتم الاعلون ، فاثبتوا في المواكب وعضوا على النواجذ ، فانه ابنى للسيوف عن الهام فاضربوا بالصوارم وشدوا ، فها انا شاد محمل على الكتيبة وحملهم حتى خالطهم فلما دارهم دور الرحى المسرعة ، وثار العجاج فما كنت ارى الا رءوسا نادرة وابدانا طافحة وايدي طائحة ، وقد اقبل امير المؤمنين (ع)