لقد كان هذا الاثر النفيس مما تواردت عليه عوامل الاغفال ، ونسجت عليه عناكب النسيان ، مع ان الافئدة تهش إليه ، والاعناق تتطلع الى رؤيته فلا يجدون الا ذكرا له في طيات الكتب واسنادا إليه في تضاعيف المدونات ، حتى شاء المولى سبحانه وتعالى ان تعاد الى ذلك الذكر البائد جدته فقيض له الموفق لنشر آثار أهل البيت (ع) (محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي) وبينا هو يفحص عنه في زوايا المكتبات واذا بشيخنا العلامة العامل الثقة الثبت الشيخ شير محمد الهمداني الجورقاني ايده اللّه يوافيه بنسخته التي كتبها على نسخة الحجة الحر العاملي صاحب (الوسائل) رضوان اللّه عليه وهذا الشيخ الجليل مع ما يلاقيه من الجهد في نسخ الكتب لضعف في بصره ونهوك في قواه لا يجد منة في بذله الكتاب للطبع او الاستنساخ وانما يعد ذلك من الفيض الالهي الذي غمره دون غيره وهكذا المخلصون ، كثر اللّه في الطائفة من امثاله.
وان الناشر صاحب (المطبعة الحيدرية) يرى في احياء هذا الكتاب وامثاله الفوز بالظفر بهذه الدرر اليتيمة وبلوغه اقصى الغاية التي يسعى إليها وحيازته لا سمى السعادتين فبشرى لرواد اثار العترة الطاهرة ومآثرهم بهذا الكنز المستخرج من منجم العلم الصحيح والحديث المقبول وحيا اللّه تعالى الناشر وابقاه لامثاله. الى مثل ذلك يشير الامام الصادق (ع) بقوله لفضيل : احيوا امرنا رحم اللّه من احيا امرنا ودعا الى ذكرنا.
(محمد علي الاوردبادي)