فليبدأ أمير القوم ، أو صاحب الطعام ، أو خير القوم» [٢٧٣٨]. ثم أخذ بيد أبي عبيدة ، قال :فكانوا يرون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان صائما.
أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الله بن يوسف التّنّيسي ، حدّثنا كلثوم بن زياد ، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال : خرجت غازيا فلمّا مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غناء للمسافر عنه ، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت : لو أني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول في (١) نفر من أهل دمشق فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثوا شيئا ثم قالوا : إنا نريد أبا أمامة الباهلي ، فقاموا وقمت معهم فدخلنا عليه ، فإذا شيخ قد رقّ وكبر ، فإذا عقله ومنطقه أفضل مما ترى من منظره ، فكان أول ما حدّثنا أن قال : إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد بلغ ما أرسل به وأن أصحابه قد بلّغوا ما سمعوا. فتبلّغوا (٢) ما تسمعون : كلهم ضامن على الله عزوجل ؛ رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يدخل الجنة أو يرجمه بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام ، وذكر الثالث.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن عقيل بن الأزهر ، حدّثنا عيسى بن أحمد ، حدّثنا بشر ، أنا سعيد ، حدّثني ثابت بن معبد قال : قال موسى عليهالسلام : ربّ أي الناس أتقى؟ قال : الذي يذكر ولا ينسى ، قال : ربّ أي الناس أغنى؟ قال : الذي يقنع بما يؤتى ، قال : ربّ أي الناس أعلم؟ قال : الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه ، قال : ربّ أي الناس أحكم؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال : ربّ أي الناس أعزّ؟ قال : الذي يغفر بعد ما يقدر.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا إبراهيم بن نصر النّهاوندي ، حدّثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال : ثلاثة أعين لا تمسّها النار : عين حرست
__________________
(١) بالأصل «بن».
(٢) عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٤٠.