أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر ، أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر ، أنبأنا محمد بن حمّاد ، أخبرنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا ابن التيمي ـ يعني معتمر بن سليمان ـ أخبرني الخليل بن أحمد ، أخبرنا عثمان بن أبي حاصر ، قال : قال لي ابن عباس : لو رأيت إليّ وإلى معاوية وقرأت (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) (١) ، فقال معاوية : حامية ، فدخل علينا كعب فسأله معاوية فقال كعب :
أنتم أعلم بالعربية ، ولكنها تغرب في عين سوداء أو في حمأة لا أدري أي ذلك. قال الخليل شك. قال : فقلت ألا أنشدك قصيدة تبّع (٢) :
قد كان ذو القرنين عمّر (٣) مسلما |
|
ملكا تدين له الملوك وتحشد |
يأتي (٤) المشارق والمغارب يبتغي |
|
أسباب ملك (٥) من حكيم مرشد |
فرأى مغيب الشمس عند مآبها (٦) |
|
في عين ذي خلب وثأط حرمد |
قال : وأخبرنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا ابن المبارك ، عن عمرو بن ميمون بن مهران ، عن عثمان بن أبي حاضر بنحو من هذا إلّا أن ابن عباس قال له : ما الخلب؟ قال : الطين ، بلسانهم ، قال : فما الثأط؟ قال : الحمأة ، قال : فما الحرمد؟ [قال :] الشديد السواد فقال ابن عباس : يا غلام ائتني بالدواة ، قال : فكتب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أبو الحسن الرّبعي ، حدّثنا محمد بن الحسين البرجلاني (٧) أنشدنا أبو زيد لتبّع الأوس :
منع البقاء تقلّب الشمس |
|
وطلوعها من حيث لا تمسي |
وطلوعها بيضاء صافية |
|
وغروبها صفراء كالورس |
__________________
(١) سورة الكهف ، الآية : ٨٦.
(٢) الأبيات في الطبري ٢ / ١٠٩ ـ ١١٠ من قصيدة مطلعها :
ما بال نومك مثل نوم الارمد |
|
أرقا كأنك لا تزال تسهّد |
(٣) الطبري : قبلي.
(٤) الطبري : ملك.
(٥) الطبري : علم.
(٦) الطبري : غروبها.
(٧) رسمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت ، عن الأنساب ومنه ضبطت ، وهذه النسبة إلى برجلان وهي قرية من قرى واسط. ذكره السمعاني وترجم له. وفي م : الرجلاني.