تجيء على كبد السماء كما |
|
يجري حمام الموت بالنّفس |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا رضوان بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار ، حدّثنا يونس بن بكير ، أخبرنا محمد بن إسحاق ، قال (١) : لما فعل تبّع ما فعل غضبت ملوك حمير وقالوا : ما كان يرضى أن يطيل غزونا ويبعدنا في المسير من أهلنا حتى طغى (٢) علينا أيضا في ديننا وعاب أباءنا فاجتمعوا على أن يقتلوه ويستخلفوا أخاه من بعده. فاجتمع رأي الملوك على ذلك كلّهم إلّا ذو همدان (٣) فإنه أبى أن يمالئهم على ذلك ، فثاروا به ، فأخذوه ليقتلوه فقال لهم : أتراكم قاتلي؟ قالوا : نعم ، [قال :] أما لا فإذا قتلتموني فادفنوني قائما ، فإنه لن يزال لكم ملك قائم ما دمت قائما فقتلوه. قالوا : والله لا يملكنا حيا وميتا فنكسوه على رأسه فقال في ذلك ذو همدان في الذي كان من أمره :
إن كان (٤) حمير غدرت وخانت |
|
فمعذرة الإله لذي رعين |
ألا من يشتري سهرا بنوم (٥) |
|
سعيد من يبيت قرير عين |
وقال أيضا في ذلك عبد كلال بعد قتل أخيه واستخلافهم إياه حين قتل وجوه حمير :
شفيت النفس ممن كان أمسى |
|
قرير العين قد قتلوا كريمي |
فلما أن فعلت أصاب قلبي |
|
بما قد جئت من قتل الزعيم (٦) |
أشاروا إليّ بقتل أخ كريم |
|
وليس له (٧) الضرائب باللئيم |
فعدت كان قلبي في جناح بعي |
|
يش ليس يرجع في نعيم |
وعاد القلب كالمجنون ينمو |
|
إلى الغايات ليس بذي حميم |
فلما أن قتلت به كراما |
|
وصاروا كلهم كالمستليم |
رجعت إلى الذي قد كان مني |
|
كأن القلب ليس بذي كلوم |
__________________
(١) سيرة ابن إسحاق ص ٣٤ (واللفظ له) ، وتاريخ الطبري ٢ / ١١٥ ـ ١١٦ نقلا عن ابن إسحاق.
(٢) في ابن إسحاق : طعن.
(٣) في الطبري ٢ / ١١٥ : «ذو رعين الحميري» والمثبت مثل عبارة ابن إسحاق.
(٤) ابن إسحاق : «إن تك» وفي الطبري : «فإما حمير».
(٥) بالأصل : «شهرا بيوم» والمثبت عن ابن إسحاق والطبري.
(٦) ابن إسحاق : رغيم.
(٧) ابن إسحاق : أشاروا لي ... وليس لذي.