أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، وأبو الحسن بن أحمد الخير بن محمد ، قالا : أنبأنا طراد بن محمد الزينبي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أحمد بن محمد بن جعفر ، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني سليمان بن أبي شيخ ، قال : أنشدني محمد بن عثمان الطائي لحاتم (١) :
يعيبوا كريما بالجنون وما به |
|
جنون ولكن كيد امرئ يحاوله |
فاتّقيت ناري ثم أبرزت ضوأها |
|
وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله |
فلما رآني كبّر الله وحده |
|
وبشر جوفا كان جمّا بلابله |
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا |
|
رشدت ولم أقعد إليه أسائله |
فقمت إلى البرك الهجان أعدها |
|
لوجوبه حقّ نازل أنا فاعله |
فخال خليلا واقنا بي بخيره |
|
سبيلا وأملاه من التي إلى كاهله |
فأطعمته من كبدها وسنامها |
|
شواء وخير الخير ما كان عاجله |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد محمد بن إسحاق ، أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه (٢) ، نبأنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرميسيني ، حدثني محمد بن صالح القرشي ، أنبأنا أبو اليقظان قال : هذه الأبيات الذي قالها حاتم أنشدنا شعبة بن الحجاج في المسجد (٣) :
أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى |
|
إذا خرجت (٤) يوما وضاق بها الصدر |
أماويّ إمّا مانع فمبيّن |
|
وإما عطاء لا ينهنهه الزجر |
أماويّ إنّي لا أقول لسائل |
|
إذا جاء يوما : حلّ في مالنا نذر (٥) |
ألم (٦) تر ما أنفقت لم يك ضرّني |
|
وأنّ يدي مما بخلت به صفر |
ولا أظلم ابن العمّ إن كان إخوتي |
|
شهودا وقد أزرى (٧) بإخوته الدهر |
__________________
(١) الأبيات ليست في ديوانه.
(٢) ضبطت عن التبصير.
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٥٠ والأغاني ١٧ / ٤٨٣ ـ ٣٨٥.
(٤) الديوان : «إذا حشرجت نفس» ، الأغاني : «حشرجت يوما».
(٥) الديوان : «نزر» وفي الأغاني : النذر.
(٦) في الديوان : «ترى أنا ما أهلكت لم بك ضرني» وفي الأغاني : أنفقت.
(٧) الأغاني والديوان : أودى.