ومولى كذا البطر قاومت واه |
|
وإن كان محنى الضلوع عليّ عمر |
قال : وأنبأنا عبد الله بن محمد القرشي ، حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله الأزدي ، عن أبي عبد الرّحمن الطائي ، عن أبي سورة بن السبنسي من طيء قال : كانت النّوارة تعاتب حاتم على إنفاقه وتحننه على ولده ، وكانت ماوية مكبوتة لم تلد له فكانت تحضه على نفسها فقال حاتم (١) :
أماويّ قد طال التّجنّب والهجر |
|
وقد عذرتني من طلابك (٢) عذر |
أماويّ إمّا مانع فمبيّن |
|
وإما عطاء لا ينهنهه الزجر |
فقد علم الأقوام لو أن حاتما |
|
أراد ثراء المال ، كان له وفر |
إذا أنا دلاني الذين أحبهم |
|
بملحودة زلج جوانبها غبر |
وراحوا عجالا ينفضون أكفّهم |
|
يقولون قد دمى أنا ملنا الحفر (٣) |
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى |
|
إذا حشرجت يوما وضاق به (٤) الصدر |
أماويّ إنّ المال غاد ورائح |
|
ويبقى ، من المال ، الأحاديث والذكر |
ولا أشتم ابن العمّ إن كان إخوتي |
|
شهودا وقد أودى بإخوته الدهر |
ولا آخذ المولى لسوء بلائه |
|
وإن كان محنيّ الضلوع على غمر (٥) |
وعشنا (٦) مع الأقوام بالفقر والغنى |
|
وكلّا سقانيه من كأسه الدهر |
فما زاد يا ماويّ (٧) على ذي قرابة |
|
غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر |
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا القاضي ، أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي ، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي بشر ، أنبأنا أبو
__________________
(١) الأبيات في ديوانه ص ٥٠ وفي الأغاني ١٧ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥.
(٢) مطموسة بالأصل والمثبت عن الديوان ، وفيه : «طلابكم» وفي الأغاني : في طلابكم.
(٣) البيت بالأصل :
وأموا ثقالا ينفضون أكفهم |
|
وكلهم دمى أنامله لم تحفر |
(٤) الديوان : إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر.
(٥) البيت في شعراء النصرانية ١ / ١٣٢ من قصيدة مجرورة الروي مطلعها :
بكيت وما يبكيك من طلل قفر |
|
بسقف اللوى بين عموران فالغمر |
(٦) الديوان :
كسينا صروف الدهر لينا وغلظة |
|
وكلّا سقاناه بكأسيهما الدهر |
(٧) الديوان : فما زاد بأوا على ذي قرابة.