إلى الألفين مطّلع قريب |
|
زيادة أربع لي قد بقينا |
فإن أهلك فهنّ لكم وإلّا |
|
فهنّ من المتاع لنا سنينا |
فقال له الوليد : نشاطرك ذلك : لك مائتان ولنا مائتان ، فصار عطاؤه ألفا وثماني مائة. ثم أجرى الوليد الخيل فسبق أيضا ، فقال حارثة : هذه فرصة أخرى ، فقام فهناه ودعا له ثم قال :
وما احتجب الألفان إلّا بهيّن |
|
هما الآن أدنى منهما قبل ذالكا |
فجد بهما تفديك نفسي فإني |
|
معلّق آمالي ببعض حبالكا |
فأمر له الوليد بالمائتين ، فانصرف وعطاؤه ألفان.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال : وقال أبو اليقظان شارف الأزد وبكر بن وائل ، وعبد القيس ، فعسكروا بالمربد (١) وبلغ الخبر الأحنف فوقف في مقبرة بني حصن (٢) وجاءت تميم فقالوا له : نسير؟ فقال : حتى يجيء سيدنا فلما جاء حارثة بن بدر الغداني قال له الأحنف : ما الرأي يا أبا العنبس؟ قال : الرأي أن تبعث بني سعد فتكونوا إزاء الأزد ويكون عمرو بإزاء عبد القيس ، وحنظلة بإزاء بكر بن وائل ، ففعل في حديث ذكره ، انتهى.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن كرتيلا ، أنبأنا محمد بن علي الخيّاط ، أخبرنا أحمد بن عبد الله السّوسنجري ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب ، أنبأنا أبي ، أخبرنا أحمد بن مروان بن عمر السعيدي ، أخبرني الطيب بن محمد بن موسى بن سعيد بن سالم بن قتيبة بن مسلم الباهلي ، حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم ، نبأنا خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه قال : ولي حارثة بن بدر سرّق (٣) فخرج معه المشيعون من أهل البصرة منهم أبي الأسود الدؤلي فقال (٤) :
أحار بن بدر قد وليت ولاية |
|
فكن جرذا فيها تخون وتسرق |
__________________
(١) محلة من محال البصرة.
(٢) بالأصل «بن حصين» والمثبت عن تاريخ خليفة ص ١٨٢.
(٣) من كور الأهواز (معجم البلدان).
(٤) الأبيات في الأغاني ٨ / ٤٠٦.