وباه تميما بالغنى إن للغنى |
|
لسانا به المرء الهيوبة ينطق |
ولا تحقرن يا حار شيئا أصبته |
|
فحظك من ملك العراقين سرّق |
فإني رأيت الناس إمّا مكذب |
|
يقول بما يهوى وإمّا مصدّق |
يقولون أقوالا بظنّ وشبهة |
|
فإن قيل هاتوا حققوا يحققوا |
فكتب إليه حارثة بن بدر : لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود ، وختم كتابه بهذا الشعر :
جزاك مليك الناس خير جزائه |
|
فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا |
أمرت بحزم لو أمرت بغيره |
|
لالفيتني فيه لأمرك عاصيا |
ستلقى امرأ يصفيك بالودّ مثله |
|
ويوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا |
وأقرب ما عندي المواساة مسمحا |
|
إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا |
والألفاظ فيه وفي خبر ابن الأنباري متقاربة المعاني ، وفي هذا الخبر زيادة على قول أبي الأسود : «يقولون أقوالا بظنّ وشبهة» وهو :
ولا تعجزنّ فالعجز أوطى مركب (١) |
|
وما كلّ من يدعى إلى الرزق يرزق |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن (٢) رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نبأنا محمّد بن الحارث ، عن المدائني ، قال : دخل حارثة بن بدر الغداني على زياد بن مروان وبوجهه أثر ـ وكان حارثة صاحب شراب ـ فقال له زياد : ما هذا الأثر بوجهك؟ فقال : أصلح الله الأمير ركبت فرسا أشقر فحملني حتى صدم بي الحائط. فقال زياد : أمّا أنّك لو ركبت الأشهب لم يصبك مكروه ، أراد حارثة : أنه شرب صرفا فسكر ، وأراد زياد : بالأشهب الممزوج.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن مهران ومحمّد بن شجاع اللفتواني ، قالا : أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا
__________________
(١) ورد في البيت في الرواية الأولى ، وهو في الأغاني ٨ / ٣٠٦ بعد قوله : يقولون : وفيه : أبطأ مركب.
(٢) بالأصل «أبو الحسين» خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في معرفة القرّاء الكبار ١ / ٤٠١.