أحمد بن محمّد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنشدني عمر بن شيبة (١) لحارثة بن بدر :
وجربت ما ذا العيش إلّا تعلّة |
|
وما الدهر إلّا مجنون تقلب |
وما اليوم إلّا مثل أمس الذي مضى |
|
ومثل غدا الجائي وكلّ سيذهب |
أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عبيد الله المرزباني النحوي ، قال : قرأ علينا أبو عبد الله محمّد بن العيّاش اليزيدي ، قال : قرأت هذه الأبيات على عمّي الفضل بن محمّد وذكر أنّه قرأها على أبي المنهال عتيبة بن المنهال وهي بالثقة قال : وأنشدني لحارثة بن بدر الغدّاني :
وإذا افتقرت فلا تكن متخشّعا |
|
ترجو الفواضل عند غير المفضل |
واستغن ما أغناك ربّك بالغنى |
|
وإذا تكون خصاصة فتحمّل |
وأنشد له :
لعمرك ما أبقى لي الدّهر من أخ |
|
حتى ولا ذي خلّة لي أواصله |
ولا من خليل ليس فيه غوائل |
|
وشرّ الأخلّاء الكثير غوائله |
وأنشد له (٢) :
يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا |
|
إلّا وللموت في آثارهم حادي |
يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت |
|
إلّا تقرّب آجالا لميعادي |
لا خير في عيش من يحيى وليس له |
|
ذوو ضغائن لا تخفى وأحقادي |
ذهب الرجال فسدت غير مدافع |
|
ومن البلاء (٣) تفرّدي بالسواد |
أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد وأبو سعيد عبد الله بن أسعد بن حيان ، قالا : أنبأنا موسى بن عمران ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني ابن عبد العزيز ، أنبأنا أحمد بن عمرو ، نبأنا العيّاش بن مصعب ، نبأنا محمّد بن إبراهيم ، أخبرني سليمان بن صالح ، قال : وحدّثني أبو منقذ من أهل نيسابور : أن حارثة بن بدر كان يغزو خراسان
__________________
(١) في الأغاني ٨ / ٤٠٦ شبّة.
(٢) الأبيات في الأغاني ٨ / ٤٢٥.
(٣) في الأغاني ٨ / ٤٢٤ خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقاء.