أبي هشام ، وكان الحارث شاعرا كثير الشعر ، وهو الذي يقول (١) :
من كان يسأل عنا أين منزلنا |
|
فالأقحوانة (٢) منا منزل قمن (٣) |
إذ تلبس (٤) العيش غضّا لا يكدّره |
|
قول الوشاة ولا ينبو به الزّمن |
إذا الجبان (٥) حبا ممّن يسرّ به |
|
والحج داج به مغرورق (٦) ثكن |
الأقحوانة : ما بين ميمون إلى بئر ابن هشام ، وكان يزيد بن معاوية استعمله على مكة وابن الزبير يومئذ بها قيل أن ينصب يزيد [الحرب](٧) لابن الزبير فمنعه ابن الزبير فلم يزل في داره [يصلي بمواليه وشيعته في جوف داره](٨) معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان وولاه مكة يعني الحارث ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحبّ فانصرف عنه وقال (٩) :
عطفت عليك النّفس حتى كأنّما |
|
بكفّيك (١٠) بؤسي أو لديك نعيمها |
فما بي وإن أقصيتني من ضراعة |
|
ولا افتقرت نفسي إلى من يسومها (١١) |
وهو الذي يقول (١٢) :
كأني إذا متّ لم أضطرب |
|
بزين المخيلة أعطافيه |
ولم أسلب البيض أبدانها |
|
ولم يكن اللهو من شأنيه |
أخبرنا أبو عبد الله (١٣) ، قال : وحدّثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن
__________________
(١) الأول والثاني في الأغاني ٣ / ٣٢٥ والاستيعاب ١ / ٣١٠ ونسبهما للحارث بن هشام والبيتان الأول والثالث في نسب قريش ص ٣١٣ والأول والثاني من أبيات في معجم البلدان بدون نسبة (الأقحوانة).
(٢) الاقحوانة بالضم ثم السكون ، موضع قرب مكة ، قال الأصمعي : هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام.
(٣) القمن : بالتحريك : الخليق والجدير ، وبهامش الأغاني : ويحتمل أن يكون قمن في البيت بمعنى قريب.
(٤) الأغاني والاستيعاب ومعجم البلدان : إذ نلبس العيش صفوا.
(٥) في نسب قريش : إذا الحجاز خوى.
(٦) بالأصل «معروف» والمثبت لاستقامة المعنى والوزن عن نسب قريش.
(٧) الزيادة في الموضعين عن نسب قريش ص ٣١٣.
(٨) الزيادة في الموضعين عن نسب قريش ص ٣١٣.
(٩) البيتان في الأغاني ٣ / ٣١٧ ونسب قريش ص ٣١٣
(١٠) رسمها بالأصل : «بليتك» كذا ، والمثبت عن المصدرين السابقين.
(١١) الأغاني : يضيمها.
(١٢) البيتان في نسب قريش ص ٣١٤.
(١٣) الخبر والشعر في الأغاني ٣ / ٣٣٠.