عروة بن الزبير ، قال : كانت أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد عند الحارث بن خالد ، وله منها فاطمة بنت الحارث وأخواها لأمّها محمد وعمران ، ابنا عبد الله بن مطيع بن الأسود ، وفيها يقول الحارث بن خالد :
يا أمّ عمران ما زالت وما برحت |
|
بنا الصبابة حتى شفني الشفق |
القلب تاق إليكم كي يلاقيكم |
|
كما يتوق إلى منجاته الغرق |
تؤتيك شيئا قليلا وهي خائفة |
|
كما يميس بظهر الحية الفرق (١) |
قال عمّي مصعب بن عبد الله : يريد تاق إليكم يتأق إليكم ، وقال الله تبارك وتعالى : (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ) (٢) هار يريد هائر. وقال ضرار بن الخطاب الفهري ثم المحاربي في يوم أحد وشهدها مع المشركين (٣) :
القوم أعلم (٤) لو لا مقدمي فرسي |
|
إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع |
ما زال (٥) منكم بجنب الجزع من أحد |
|
أصوات هام تزقى أمرها شاع |
يريد بشاع : شائع ، وإنما أنزل القرآن بلسان قريش ، وقال بعض الشعراء :
فلو أنّي رميتك من قريب |
|
لعاقك من رغاء الذئب عاق |
يريد عائق.
قال مصعب بن عثمان : أنشد رجل وعمران بن عبد الله بن مطيع جالس :
يا أم عمران ما زالت وما برحت |
|
بنا الصبابة حتى مسّنا الشفق |
القلب تاق إليكم كي يلاقيكم |
|
كما يشوق إلى منجاته الغرق |
تؤتيك شيئا قليلا وهي خائفة |
|
كما يمسّ بظهر الحيّة الفرق |
وانقطع البيت فقال له عمران : لا عليك فإنها كانت زوجته.
__________________
(١) البيت في الأغاني :
تنيل نزرا قليلا وهي مشفقة |
|
كما يخاف مسيس الحية الفرق |
(٢) سورة التوبة ، الآية : ١٠٩.
(٣) البيتان في سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٢ من عدة أبيات.
(٤) في ابن هشام : «إني وجدك لو لا ... إذ جالت».
(٥) بالأصل : «ما زال منا بحيث الحرمى أحدا».
والهام جمع هامة وهي الطائر الذي تزعم العرب أنه يخرج من رأس القتيل فيصيح.