أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، ومحمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، ومحمّد بن سعيد بن نبهان.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر قالوا : أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر بن محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، أنبأنا أبو العبّاس ثعلب قال : فقال الحارث بن خالد لأخيه :
لعمري لئن لم يجمع الله بيننا |
|
بما شاء لا نزداد إلّا تنائيا |
أعد الليالي إن نأيت ولم أكن |
|
بما زلّ من عيش أعد اللياليا |
أخاف انقطاع العيش دون لقائكم |
|
بأرض ولو منّيت نفسي الأمانيا |
إذا ما بكى ذو الشجو أضغث نحوه |
|
وآسيته بالشجو ما دام باكيا |
قرأت على أبي الحسين بن كامل المقدّمي ، أنبأنا أبو جعفر أبو المسلمة في كتابه ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن عمران بن موسى المرزباني (١) ـ إجازة ـ قال : الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأمّه بنت أبي سعيد بن الحارث (٢) بن هشام ، وهو يكنى : أبا وابصة وكان شاعرا غزلا مكثرا شريفا استعمله يزيد بن معاوية على مكة وابن الزبير بها ، قبل أن ينصب يزيد الحرب لابن الزبير فلم يزل في داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان فولّاه مكة ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحبّ فانصرف عنه وقال أبياته التي منها (٣) :
صحبتك إذ عيني عليها غشاوة |
|
فلمّا انجلت قطعت نفسي ألومها |
وله أيضا (٤) :
أظليم إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السلام إليكم ظلم |
__________________
(١) لم يرد الحارث في معجم الشعراء المطبوع صاحبه : أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، والخبر عن ابن المرزبان نقله صاحب الوافي بالوفيات ١١ / ٢٥٥.
(٢) بالأصل «المحرز» والمثبت عن نسب قريش.
(٣) البيت في الأغاني ٣ / ٣١٧ والوافي ١١ / ٢٥٥.
(٤) البيت في الوافي ١١ / ٢٥٥ والأغاني ٩ / ٢٣٤ وفيها : «تحية ظلم» وفي رواية : «مصابكم رجل ... تحية ظلما».