أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو محمّد بن عيسى بن المقتدر بالله ، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن منصور اليشكري ، نبأنا أبو القاسم الصّائغ ، حدثني أنس بن خالد ، حدثني قبيصة بن عمرو بن حفص المهلّبي ، عن أبي عبيدة النحوي ، قال : كنا نأتي رؤبة بن العجاج فربما أعوزنا مطلبه ، فطلبته مظانه ، وكان للحارث بن سليم (١) الهجيمي ـ وهو أبو خالد بن الحارث ـ وكان رؤية ربما أتاه ، فطلبته يوما ، فأتيت مجلس الحارث بن سليم (٢) ، فتحدث القوم وتحدث الحارث بن سليم. قال : شهدت مجلس سليمان بن عبد الملك ، فأتى سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أتيتك مستعديا. قال : من يك؟ قال : موسى شهوات. قال : وما له. قال : سمّع بي واستطال في عرضي. قال : يا غلام ، عليّ موسى. فأتي به فقال : أسمعت به واستطلت في عرضه؟ قال : ما فعلت يا أمير المؤمنين ، ولكني مدحت ابن عمه فغضب هو. قال : وما ذلك؟ قال : يا أمير المؤمنين ، علقت جارية لم يبلغ ثمنها جدتي فأتيته وهو صديقي فشكوت ذلك إليه ، فلم أصب عنده في ذلك شيئا ، فأتيت ابن عمه سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، فشكوت إليه ما شكوت إلى هذا ، قال : تعود إليّ ، فتركته ثلاثا ثم أتيته ، فسهل من إذني. فما استقر المجلس حتى قال : يا غلام ، قل لقيّمي : وديعتي ، ففتح بابا بين بابين ، فإذ أنا بالجارية. فقال لي : هذه بغيتك؟ قلت : نعم ، فداك أبي وأمي. قال : اجلس يا غلام ، قل لقيّمي : طيبة نفقتي ، فأتى بطيبة فنثرت بين يديه ، فإذا فيها مائة دينار وليس فيها غيرها ، فردت في الطيبة ، ثم قال : عتيدتي (٣) التي فيها طيبي ، فأتي بها فقال : ملحفة فراشي ، فأتي بها. فضرب الطيبة وما في العتيدة حواشي الملحفة. وقال لي : شأنك فهو لك واستعن بهذا عليه. فقال سليمان فذلك حين تقول ما ذا؟ فقال :
يا خالد أعني سعيد بن خالد |
|
أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد |
ولكنني أعني ابن عائشة الذي |
|
أبو أبويه خالد بن أسيد |
عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى |
|
وإن مات لم يرض الندى بعقيد |
دعوه دعوه ، إنكم قد رقدتم |
|
وما هو عن أحسابكم برقود |
__________________
(١) بالأصل «سليمان» وهو صاحب الترجمة.
(٢) بالأصل «سليمان» وهو صاحب الترجمة.
(٣) العتيدة : وعاء الطيب ونحوه (اللسان : عتد).