قال : فقال : يا غلام ، عليّ بسعيد بن خالد ، فأتي به فقال : يا سعيد ، أحقّ ما وصفك به موسى ، قال : وما هو يا أمير المؤمنين؟ فأعاد عليه فقال : قد كان ذلك يا أمير المؤمنين ، فقال قوله :
أبا خالد أعني سعيد بن خالد |
|
أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد |
ولكنني أعني ابن عائشة الذي |
|
أبو أبويه خالد بن أسيد |
عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى |
|
وإن مات لم يرضى الندى بعقيد |
دعوه دعوه إنكم قد رقدتكم |
|
وما هو عن أحسابكم برقود |
فقال : قد كان ذلك يا أمير المؤمنين قال : فما طوقك ذلك قال : الكلف ، قال : فما حملتك الكلف؟ قال : دين والله يا أمير المؤمنين ثلاثون ألف دينارا. قال : قد أمرت لك بمثلها وبمثلها وبمثلها ، وثلاث مثلها. فلقيت سعيد بن خالد بعد حين فأخذت بعنان دابّته ، فقلت : بأبي وأمّي ، ما فعل المال الذي أمر لك به سليمان أمير المؤمنين؟ قال : ما علمك به؟ قال : أنا والله حاضر للمجلس يومئذ ، قال : والله ما أصبحت أملك مائة دينارا ولا درهما. قال : فما اغتاله؟ قال : خلة من صديق أو فاقة من ذي رحم.
أنبأنا أبو القاسم النسيب ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنبأنا جعفر بن محمّد الأزهر ، أنبأنا المفضّل بن غسّان ، قال : أخبرني عن خالد بن الحارث قال : كان أبي يقول : إن الرجل ليثني لي عنان دابته فأشكرها له. فلما هزم ابن المهلب أيام هلال بن أحوز ، بلغ أبي ذلك ، فأرسل إليّ وليّهم بأربعة آلاف درهم كانت عنده ، لكل رجل منهم بمائة درهم وكانوا أربعين ، فقال : تبلّغوا بها إلى البصرة. وهو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد.
وشهد سليم بن عبيد الهجيمي الجمل مع عائشة ، قال : وكان أبوه الحارث بن سليم من أشراف قومه ووجوههم ، وفيه يقول رؤية بن الحجّاج شعرا :
وأنت يا حارث نعم الحارث
إلى آخر البيت.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو الفضل الواسطي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نبأنا أبي ، قال : قال : كان خالد لا يأتي بامرأة مبتلاة في ناحية يتعاهدها بالمشي لتقول له يا أبا