فلما قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبر بذلك فحسّن لي ما صنعت وقال : «إن لك من الأجر بعدد كل إنسان منهم كذا وكذا» ، ثم : قال : «أكتب لك كتابا أوصي به (١) أئمة المسلمين بعدي». قال : فكتب لي كتابا وختمه فلمّا قبض النبي صلىاللهعليهوسلم أتيت أبا بكر بالكتاب ففضّه وأعطاني شيئا ثم ختمه ، فلما قبض أبو بكر أتيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما بالكتاب ففضّه وأعطاني شيئا ثم ختمه ، فلما استخلف عثمان أتيته بالكتاب ففضّه وأعطاني شيئا ثم ختمه ، فلمّا استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحارث بن مسلم فأتاه فأعطاه شيئا وقال : لو أردت لوصلت إليك ، ولكني أردت أن تحدثني بحديثك عن أبيك عن النبي صلىاللهعليهوسلم فحدثته به انتهى [٢٨٧٦].
رواه داود بن رشيد ، عن الوليد فجعل الوافد على عمر مسلم بن الحارث (٢) ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نبأنا علي بن بحر ، نبأنا الوليد بن مسلم ، نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني ، عن الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي ، عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم كتب له كتابا بالوصاة له إلى من بعده من ولاة الأمر وختم عليه انتهى.
هكذا رواه إبراهيم بن موسى الفراء ، ورواه أبو يعلى محمّد بن الصّلت ، عن الوليد ، عن عبد الرحمن بن حسّان ، عن أبي الحارث بن محمّد بن مسلم بن الحارث ، عن أبيه ، حدّثنا أبي : «الدّعاء» ، زاد في نسبه محمّدا وروى الحكم بن موسى ، عن صدقة بن خالد ، عن عبد الرحمن بن حسّان ، حدّثنا الحارث بن مسلم ، عن أبيه ، عن حبيب بن سعد فزاد فيها : الدعاء ، وروى محمد بن شعيب بن شابور ، عن عبد الرحمن بن حسّان ، عن الحارث بن مسلم ، عن أبيه ، «حديث الدّعاء» ورواه هشام بن عمّار وعمرو (٣) بن عثمان ومحمّد بن مصفّى الحمصيّان ، ومؤمل بن الفضل الحرّاني ، وعلي بن سهل الرملي ، ويزيد بن عبد ربّه ، عن الوليد ، عن عبد الرحمن بن
__________________
(١) ابن سعد : بك.
(٢) وهذا ما ورد في أسد الغابة ١ / ٤١٦ وفيه : قال مسلم : فتوفي أبي في خلافة عثمان ، فكان الكتاب عندنا حتى ولي عمر بن عبد العزيز ، فكتب إلى عامل قبلنا أن أشخص إليّ مسلم بن الحارث التميمي بكتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذي كتبه لأبيه.
(٣) بالأصل «عمر» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.