مندة ، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، نبأنا عيسى بن أحمد ، نبأنا بشر بن بكر ، نبأنا ابن جابر ، عن الحارث بن يمجد عن من حدثه عن رجل يكنى بأبي سعيد قال : قدمت من العالية (١) إلى المدينة وبي جهد فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فذكر الحديث ولم يزد عليه.
أخبرنا أبو الحسن بن قيس ، أنبأنا أبو العبّاس ، أنبأنا محمّد بن أبي نصر حينئذ ، وأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، نبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمّد ، وأبو محمّد بن أبي نصر وأبو نصر الجندي ، وأبو بكر محمّد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان ، وعبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب ، قالوا : أنبأنا علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنبأنا أبو زرعة ، نبأنا أبو مسهر ، حدثني صدقة بن خالد ، عن ابن جابر ، عن الحارث بن يمجد ، حدثه عن رجل يكنى أبا سعيد قال : قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغت حتى صابني جهد فبينا أنا أسير في سوق من أسواق المدينة سمعت رجلا يقول لصاحبه إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرى الليلة قال : سمعت ذكر القرى وبي جهد ، أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله إنك قريت الليلة قال : «أجل» قال : وما ذاك؟
قال «طعام فيه مسخنة» قال : قلت : فما فعل فضله؟ قال : «رفع» قال : قلت يا رسول الله أفي أوّل أمتك تكون؟ قال الشيخ ـ يعني موتا ـ أو في آخرها؟ قال لي «أوّلها ثم تلحقوني أفنادا» يعني بعضكم بعضا ، انتهى [٢٨٨٧].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح الحلبي المصّيصي ، أنبأنا [أبو] يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصّفّار المصّيصي (٢) ، نبأنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عن الحارث بن يمجد ، حدّثه عن عبد الله بن عمرو (٣) قال : الناس في الغزو جزءان ، فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله تعالى والتذكير به ، ويجتنبون الفساد في المسير ، ويواسون الصاحب ، وينفقون كرام أموالهم ، فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم. فإذا كانوا في مواطن القتال استحيوا من الله تبارك وتعالى في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في
__________________
(١) اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها إلى تهامة فهي العالية (معجم البلدان).
(٢) ذكره وترجم له السمعاني في الأنساب (المصيصي) ولم يذكر كنيته.
وهذه النسبة إلى المصيصة بكسر الميم والياء وتشديد الصاد الأولى ، بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام.
(٣) بالأصل «عمر» وقد تقدم في بداية الترجمة.