قلوبهم ، أو خذلان للمسلمين. فإذا قدروا على الغلول طهّروا منه قلوبهم وأعمالهم ، فلم يستطع (١) الشيطان أن يفتنهم ولا يكلّم قلوبهم. فبهم يعزّ الله تعالى دينه ويكيد عدوّه. وأما الجزء الآخر ، فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله تعالى ولا التذكير به ، ولم يجتنبوا الفساد ولم ينفقوا أموالهم إلّا وهم كارهون ، وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما وحدّثهم به الشيطان. فإذا كانوا عند مواطن القتال كان مع الآخر الآخر ، والخاذل الخاذل ، واعتصموا برءوس الجبال ينظرون ما يصنع الناس ، فإذا فتح الله عزوجل للمسلمين كان أشدّهم تخاطبا بالكذب ، فإذا قدروا على الغلول اجترءوا فيه على الله عزوجل وحدّثهم الشيطان أنها غنيمة ، إنّ أصابهم رخاء بطروا ، وإن أصابهم حبس فتنهم الشيطان بالعرض. وليس لهم من أجر المؤمنين شيء غير أن أجسادهم مع أجسادهم ومسيرهم مع مسيرهم ، دنياهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم الله عزوجل يوم القيامة ، ثم يفرق بينهم ، انتهى.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٢) : الحارث بن يمجد الأشعري ، عن عبد الله بن عمرو ، وروى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قوله ؛ حديثه في الشاميّين.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة في تسمية أهل دمشق والأردن : الحارث بن يمجد الأشعري القاضي ، انتهى.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا
__________________
(١) بالأصل : يستطيع.
(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٢٨٥.