الأول ؛ والثاني أحد الباقيين ، لأن ذكر أحد الباقيين يوجب ذكر الثاني ، فيتعيّن أن المفعولين هما الثاني والثالث ؛ بلى ، يمكن أن يقال : وجب ههنا ذكر الأول ليتبيّن من أول الأمر أن الضمير ليس المفعول الأول ؛
وتقول على مذهب الأخفش : المعلم أنا زيدا إياه منطلقا ، والمعلمي هو إياه ، إياه : عمرو ؛ فإياه الذي بعد «هو» ضمير اللام ، وهو القائم مقام عمرو ، المخبر عنه ، والثاني : ضمير «منطلقا» ؛
وإن أخبرت عن «منطلقا» بالذي قلت : الذي أعلمت وأعلمني زيد إياه : منطلق ، والمعلم أنا زيدا عمرا إياه وأعلمني إياه : منطلق ، أبرزت «أنا» لجري الصفة على غير صاحبها ، وفصلت الضمير العائد إلى اللام ، أعني : إياه ، الذي بعد «عمرا» لئلا يلتبس لو اتصل ، بالمفعول الأول ، وذكرت الثاني أعني «عمرا» لذكرك الثالث ، أعني ضمير اللام ، وأمّا ذكر الأول ، أعني «زيدا» ففيه النظر المذكور ، ويجوز : أعلمنيه إياه ؛
وعند الأخفش : المعلم أنا زيدا عمرا إياه ، والمعلمي هو إياه : منطلق ، أو : المعلميه إياه هو ؛ وإنما أبرزت «هو» لجري الصفة على غير صاحبها ؛
وهذا القدر من التمرين كاف لمن له بصيرة (١) ؛
__________________
الاخبار عن كلمة «منطلقا» في المثال ؛
(١) أطال الرضى بل وأسرف في التطرق إلى مسائل مفروضة ، ولكن ذلك لا يخلو من فائدة على أي حال ، رحم الله الرضى وأمثاله من أسلافنا العلماء وجزاهم خيرا ،