قدرناها له فارجاع الضمير الى من يشاء لا يقتضى ان يكون المفعول المقدر فى المرجوع اعنى هبة الذكور او الاناث معتبرا فى الراجع حتى يفسد المعنى ولو سلم فيرد عليه ان ليس المعين على البدلية كما قرره بل على انه يهب بعضهم صنفا واحدا وبعضهم صنفين وبعضهم لا يهب شيئا منهما وان ليس التقييد بالمشية مستفادا من قوله او يزوجهم ذكرانا واناثا ولو سلم فمن شاء فى حقه الذكور فقط او الاناث فقط لا يمكن فى حقه بدلهما مشية الاناث والذكور معا فان ما شاء الله كان على ما فى الحديث المرفوع نعم انه ممكن فى نفسه بالنظر الى ذاته تعالى اما بعد تعلق المشية فلا هذا فتدبر لعلك تطلع على ما هو احسن مما ذكرت* قال قدس سره هى عدم لزوم المشية الخ* فيه انه حينئذ يكون مفاد الآية امكان التزويج فى حقهم بسبب عدم لزوم المشية والمقصود وقوع التزويج (قوله لاجل المبالغة لكمال الخ) اشارة الى ان اللام صلة للمبالغة لا للاجل والمبالغة فى الكمال قد تكون مطلوبا فى نفسها وقد تكون مطلوبا للتهكم كما يقال للجبان لقيت من فلان اسدا واعلم ان الالفاظ فى التجريد مستعملة فى المعانى الحقيقية فليس هو من دواخل البلاغة لعدم تأتى الوضوح والخفأ بالدلالة الوضعية كما مر بخلاف الاستعارة لكونها مجازا يتأتى به الوضوح والخفأ فلذا كانت من دواخل البلاغة والتجريد لاجل المبالغة فى الوصف فليس داخلا فى البلاغة على ما وهم (قوله بمن التجريدية) جعل بعضهم التجريد معنى برأسه لكلمة من والاصح انها ابتدائية كما ان الباء التجريدية باه الملابسة (قوله فليتأمل) لعل وجه التأمل انه اذا كان لقاء زيد لقاء الاسد حصل المبالغة بجعله عين الاسد كما فى الاستعارة وان فاتت المبالغة الحاصلة من التجريد ومراده بقوله والغرض التشبيه ان المقصود الاصلى التشبيه (قوله ومبالغة فى اتصافها بالشدة) اى شدة العذاب فان المبالغة فى الخلود يوجب شدة العذاب فان احتمال الانقطاع يهونه (قوله منصوب) اى رواية والا فيجوز رفعه بالعطف على نحوى بحذف العائد اى فيها (قوله اذ لا معنى للانتزاع) بان يقال انتزع الله تعالى من ذاته ربا مبالغة فى ربوبيته للنبى عليه السّلام لانه يلزم الامر بالصلاة للرب المنتزع (قوله ان فى البيت) اى فى كونه من التجريد (قوله بل هو) اى اجتماعهما واقع فالمرجع مذكور معنى (قوله لنكتة الخ) لا يخفى ان النكتة المذكورة تحصل بمجرد جعل نفسه مخاطبا ولا تتوقف على التجريد فالصواب ان يقال ان اجتماعهما واقع فى صورة يكون الاسلوب المنتقل اليه دالا على صفة كما فيما نحن فيه فهو يعنى قوله كريم التفات