وجعل لها رعاة وحفظة يحفظونها بقوة ويعينوا عليها اولياء ذلك بما ولوا من حق الله فيها اما بعد فان روح البصر روح الحياة الذي لا ينفع ايمان الا به مع كلمة الله والتصديق بها فالكلمة من الروح والروح من النور والنور نور السموات فبأيديكم سبب وصل اليكم منه ايثار واختيار نعمة الله لا تبلغوا شكرها خصصكم بها واختصكم لها وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فابشروا بنصر من الله عاجل وفتح يسير يقر الله به اعينكم ويذهب يحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكم فان ذلك لا يخفى عليكم ان لكم عند كل طلعة عونا من الله يقول على الالسن ويثبت على الافئدة وذلك عون الله لاوليائه يظهر في خفى نعمته لطيفا وقد اثمرت لاهل التقوى اغصان لشجرة الحياة وان فرقانا من الله بين اوليائه واعدائه فيه شفاء للصدور وظهور للنور يعز الله به اهل طاعته ويذل به اهل مصيته فليعد لذلك امرء عدته ولا عدة له الا بسبب بصيرة وصدق نية وتسليم سلامة اهل الخفة في الطاعة ثقل الميزان والميزان بالحكمة والحكمة ضياء للبصر والشك والمعصية في النار وليسا منا ولا لنا ولا الينا قلوب المؤمنين مطوية على الايمان إذا اراد الله اظهار ما فيها فتحها بالوحي وزرع فيها الحكمة وان لكل شئ إنا يبلغه لا يعجل الله بشئ حتى يبلغ اناه ومنتهاه فأستبشروا ببشرى ما بشرتم به واعترفوا بقربان ما قرب لكم وتنجزوا من الله ما وعدكم ان منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة ويتم بها النعمة السابغة ويعطى بها الكرامة الفاضلة من استمسك بها اخذ بحكمة منها اتاكم الله رحمته ومن رحمته نور القلوب ووضع عنكم اوزار الذنوب وعجل شفاء صدوركم وصلاح اموركم وسلام منا لكم دائما عليكم تسلمون به في دول الايام وقرار الارحام اين كتتم وسلامه لسلامه عليكم في ظاهره وباطنه فان الله عزوجل اختار لدينه اقواما انتجبهم للقيام عليه والنصرة له بهم ظهرت كلمة الاسلام وارجاء مفترض القرآن والعمل بالطاعة في مشارق الارض ومغاربها ثم ان الله تعالى خصكم بالاسلام