رسولا فقال الله عزوجل لهم ذلك لعلمي بما انتم صايرون إليه واني سأبليكم فامر الله عزوجل النار فاستعرت ثم قال لهم اتقحموا جميعا في النار فاني اجعلها عليكم بردا وسلاما فقالوا يا رب انما سألناك لاي شئ جعلتها لنا هربا منها ولو امرت اصحاب اليمين ما دخلوها فامر الله عزوجل فاستعرت ثم قال لاصحاب اليمين تقحموا جميعا في النار فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا وسلاما فقال لهم جميعا الست بربكم قال اصحاب اليمين بلى طوعا وقال اصحاب الشمال بلى كرها فاخذ منهم جميعا ميثاقهم واشهدهم على انفسهم. قال وكان الحجر في الجنة فاخرجه الله عزوجل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عزوجل (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها إليه ترجعون) فلما اسكن الله عزوجل آدم (ع) الجنة وعصى اهبط الله عزوجل الحجر فجعله في ركن بيته واهبط آدم على الصفا فمكث ما شاء الله ثم راه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره فجاء إليه مسرعا فاكب عليه وبكى عليه اربعين صباحا تايبا من خطيئته نادما على نقضه ميثاقه قال فمن أجل ذلك امرتم ان تقولوا إذا استلتم الحجر امانتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة.
ومنه ابي رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد قال حدثنا موسى بن عمر عن ابن سنان عن ابي سعيد القماط عن بكر بن اعين قال سألت أبا عبد الله (ع) لاي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ولاي علقة يقبل ولاي علة اخرج من الجنة ولاي علة وضع فيه مواثيق العباد والعهد ولم توضع في غيره وكيف السبب في ذلك فخبرني جعلت فداك فان تفكري فيه فافهم لعجب قال فقال سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم وفرغ قلبك واضع سمعك اخبرك ان شاء الله تعالى ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهو جوهرة اخرجت من الجنة إلى آدم (ع) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك انه لما اخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين اخذ الله