تناقض ، لأن خبر ليس ، إن لم يقيّد بزمان ، يحمل على الحال ، كما يحمل الإيجاب عليه في نحو : زيد قائم ، وإذا قيّد بزمان من الأزمنة فهو على ما قيّد به ؛ هذا قوله (١) ؛
وحكم «ما» كحكم «ليس» ، في كونها عند الإطلاق لنفي الحال ، وعند التقييد ، على ما قيّدت به ، وقد ذكرنا حكم «لا» في باب المضارع (٢) ؛
وأصل ليس : ليس ، كهيب ، كما يقال في علم : علم (٣) ، وإلزامهم تخفيفها بالإسكان ، وتركهم قلب يائها ألفا ، كما هو القياس في : هاب ، الماضي ، لمخالفتها أخواتها في عدم التصرف ، ولا يجوز أن يكون مفتوح الياء إذ الفتحة لا تحذف في العين تخفيفا ؛
وسيبويه والأكثرون على أنه فعل غير متصرّف ، وقال أبو علي في أحد قوليه : انه حرف ، إذ لو كان مخفف «فعل» كصيد في صيد ، لعادت حركة العين على الياء ، عند اتصال الضمير ، كصيدت ، ولو كان كهاب لكسرت الفاء ، كهبت ؛
والجواب : أن ذلك لمفارقته أخواته في عدم التصرّف ؛
قال أبو علي : وأمّا إلحاق الضمير به في : لست ولستما ولستم ، فلتشبيهه بالفعل ، لكونه على ثلاثة ، وبمعنى «ما» وكونه رافعا فناصبا ، كما ألحق الضمير في : هاء ؛ هائيا ، هاؤوا ، هائي ، هائيا ، هائين ، مع كونه اسم فعل ، تشبيها بالفعل ،
والأولى الحكم بفعليته ، لدلالة اتصال الضمائر به عليها ، وهي لا تتصل بغير صريح الفعل إلا نادرا ، كما ذكرنا في هاء (٤) ،
__________________
(١) أي قول الأندلسي ؛
(٢) في أول هذا الجزء ؛
(٣) أي فأكتفي في ليس بهذا التخفيف ، وبه يزول سبب قلب الياء ألفا. لأنها أصبحت ساكنة وإن كان ما قبلها مفتوحا ؛
(٤) في باب أسماء الأفعال ، في الجزء الثالث ؛